كتُابنا

شاهد الكل

Articles by daydaynaw

مُحَارَبَةُ الأَشْيَاءِ البَرَّاقَةِ

فِي المُسَلْسَلِ الفُكَاهِيِّ التِّلْفَازِيِّ "أَنْدِي جِريفيث" الَّذي عُرِضَ فِي سِتِّينِيَّاتِ القَرْنِ المَاضِي، يَقُولُ رَجُلٌ لِأَنْدِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتْرُكَ ابْنَهُ أُوبي لِيُقَرِّرَ كَيفَ يُريدُ أَنْ يَعِيشَ. لَمْ يُوَافِقْ أَنْدي وَقَالَ: "لَا يُمْكِنُكَ تَرْكُ شَابٍّ صَغِيرٍّ يُقَرِّرُ بِنَفْسِهِ لِنَفْسِهِ. لِأَنَّهُ سَوفَ يَتَمَسَّكُ بِأَوَّلِ شَيءٍ بَرَّاقٍ عَلَيهِ شَرَائِطٌ لَامِعَةٌ. ثُمَّ يَكْتَشِفَ أَنَّ فِيهِ خَطَّافًا (سَيَصْطَادُه وَيُمْسِكُ بِهِ) بَعْدَ فَوَاتِ الأَوانِ. تَأْتِي الأَفْكَارُ…

لَا خَسارَةَ

حَضَرَ صَدِيقِي رُويَلْ لِقَاءَ لَمِّ شَمْلِ المَدْرَسَةِ الثَّانَويَةِ الَّذي انْعَقَدَ فِي مِنْزِلِ زَمِيلٍ سَابِقٍ لَهُ. كَانَ القَصْرُ المُطِلُّ عَلى البَحْرِ قُرْبَ خَلِيجِ مَانِيلَّا يُمْكِنُهُ اسْتِيعَابُ مَئَتَيِّ شَخْصٍ، الأَمْرُ الَّذي جَعَلَ رُويَلْ يَشْعُرُ بِالضَّآلَةِ وَصِغَرِ النَّفْسِ.

قَالَ رُويَلْ لِي: "قَضَيتُ سَنَواتٍ سَعيدَةٍ فِي رِعَايَةِ كَنَائِسٍ رِيفِيَّةٍ نَائِيَةٍ، وَعَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّني أَعْلَمُ بِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَشْعُرَ بِذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ…

فُقِدَ، وُجِدَ، فَرحٌ

"يَدْعُونَني سَيَّدَ الخَواتِم، فَقَدْ وَجَدتُ حَتَّى الآنَ هَذَا العَامَ 167 خَاتَمًا مَفْقُودًا".

أَثْنَاءَ سَيري عَلى الشَّاطِئِ مَعَ زَوجَتي، أَجْرَينا مُحَادَثَةً مَعَ رَجُلٍ كَبيرٍ فِي السِّنِ كَانَ يَسْتَخْدِمُ جِهازًا لِلكَشْفِ عَنْ المُعَادِنْ وَيَمْسَحُ مَنْطِقَةَ الْتِقَاءِ المَوجِ مَعَ الأَرْضِ. شَرَحَ قَائِلًا: فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ تَكونُ هُنَاكَ أَسْمَاءٌ مَحْفُورَةٌ عَلى الخَواتِمِ. أَنا أُحِبُّ رُؤْيَةَ وُجُوهِ أَصْحَابِها عِنْدَما أُعِيدُها إِلَيهم. أَنْشُرُ الخَبَرَ عَلى الانْترنت…

أَرْسَلَ مِنَ الْعُلَى

رَوَتْ المُدَوَّنَةُ بُوني جِراي فِي تَدْويِنَةٍ حَديثَةٍ عَنِ الَّلحْظَةِ الَّتي بَدَأَ فِيها حُزْنٌ طَاغٍ يَتَسَلَّلُ إِلى قَلْبِها. قَالَتْ: "خِلالَ أَسْعَدَ أَيَّامِ حَيَاتِي، بَدَأَتْ فَجْأَةً أُعَاني مِنْ نَوباتِ هَلَعٍ وَاكْتِئابٍ". حَاوَلَتْ جِراي العُثورَ عَلى طُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ لِمُعَالَجَةِ أَلَمِها، لَكِنَّها سُرْعَانَ مَا أَدْرَكَتْ أَنَّها لَيْسَتْ قَوِيَّةً بِمَا يَكْفِي لِلتَّعَامُلِ مَعَ ذَلِكَ بِمُفْرَدِها. قَالَتْ: "لَمْ أَكُنْ أُرِيدُ بِأَنْ يُشَكِّكَ أَحَّدٌ فِي إِيمانِي، لِذَلِكَ…

رَائِحَةُ القَهْوَةِ

كُنتُ أَجْلِسُ عَلى مَقْعَدي فِي صَباحِ أَحَّدِ الأَيَّامِ مِنْذُ سَنَواتٍ عِنْدَمَا نَزَلَتْ ابْنَتي الصَّغِيرَةُ إِلى الطَّابِقِ الأَرْضِيِّ. تَوَجَّهَتْ نَحْوي مُبَاشَرَةً وَقَفَزَتْ فِي حِضْنِي. عَانَقْتُها وَقَبَّلْتُها قُبْلَةً أَبَوِيَّةً عَلى رَأْسِها فَصَاحَتْ بِسرورٍ. لَكِنَّها بَعَدْ ذَلِكَ عَقَدَتْ جَبِينَها وَأَلْقَتْ نَظْرَةً اعْتِرَاضِيَّةً عَلى قَدَحِ قَهْوَتِي، وَقَالَتْ بِطَرِيقَةٍ رَسْمِيَّةٍ: "أَبِي، أَنَا أُحِبُّكَ وَمُعْجَبَةٌ بِكَ لَكِنَّني لَا أُحِبُّ رَائِحَتَكَ".

لَمْ تَكُنْ ابْنَتِي مُدْرِكَةً (لِمَا تَفْعَلُهُ)،…

المَحَبَّةُ كَلَهِيبِ نَارٍ

تَمَتَّعَ الشَّاعِرُ وَالرَّسَّامُ وَالطَّبَّاعُ (يَعْمَلُ بِالطِّبَاعَةِ) بِعَلَاقَةٍ زَوجِيَّةٍ مَعَ زَوجَتِهِ كَاثرين دَامَتْ خَمْسَةً وَأَرْبَعينَ عَامًا. عَمِلا مَعَ بَعْضِهِما جَنْبًا إِلى جَنْبٍ مِنْ يَومٍ زَفَافِهِما حَتَّى وَفَاتَهُ عَامَ 1827. أَضَافَتْ كَاثْرين أَلْوَانًا إِلى رُسومَاتِهِ (التَّخْطِيطِيَّةِ) وَتَحَمَّلَ تَفَانِيهُما سَنَوَاتٍ مِنَ الفَقْرِ وَالتَّحَدِّيَاتِ الأُخْرَى. حَتَّى فِي أَيَّامِهِ الأَخِيرَةِ عِنْدَما تَدَهْوَرَتْ صِحَّتُهُ، اسْتَمَرَّ بِليك فِي فَنِّهِ وَكَانَتْ آخِرُ رُسومَاتِهِ هِي وَجْهُ زَوجَتِهِ. وَبَعْدَ أَرْبَعِ…

أَمَّا أَنَا فَأَقولُ لَكُم

عِنْدَما كُنْتُ صَبِيًّا سَمِعْتُ أُمِّي تَقُولُ هَذا الكَلامَ آلافَ المَرَّاتِ: "أَنا أَعْلَمُ مَا يَقُولونَهُ. أَمَّا أَنا فَأَقولُ لَكَ ...." كَانَ السِّياقُ دَائِمًا هُو ضَغْطُ الأَقْرَانِ. كَانَتْ تُحَاوِلُ تَعْلِيمي أَلَّا أَتْبَعَ القَطِيعَ. لَمْ أَعُدْ صَبِيًّا لَكِنْ لَا تَزَالُ عَقْلِيَّةُ القَطيعِ حَيَّةً وَضَاغِطَةً. مِثَالُ حَالِي هُو هَذِهِ العِبَارَةَ: "أَحِطْ نَفْسَكَ بِأَشْخَاصٍ إِيجَابِيِّين". بَيْنَما يُمْكِنُ سَمَاعُ تِلْكَ العِبَارَةِ بِشَكْلٍ شَائِعٍ إِلَّا أَنَّ السُّؤَالَ…

مُشْكِلَةُ قَلْبٍ

وَجَّهَ صَديقي القَسُّ الغَانِيُّ مِصْبَاحَهُ عَلى شَيءٍ مَنْحُوتٍ يَسْتَنِدُ عَلى كُوخٍ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ قَالَ بِهُدوءٍ: "هَذا هُوَ صَنَمُ القَرْيَةِ". يُسَافِرُ القَسُّ سَام كُلَّ مَسَاءِ ثُلاثَاءٍ إِلى الأَدْغَالِ لِلْمُشَارَكَةِ بِالإِنْجِيلِ فِي هَذِهِ القَرْيَةِ النَّائِيَةِ.

نَرى فِي سِفْرِ حِزْقِيالِ كَيفَ أَصَابَتْ عِبَادَةُ الأَوثَانِ شَعْبَ يَهوذا. وَعِنْدَمَا جَاءَ قَادَةُ أُورُشَليمٍ لِرُؤيَةِ النَّبِيِّ حِزْقِيالِ، قَالَ اللهُ لَهُ: "هؤُلاَءُ الرِّجَالُ قَدْ أَصْعَدُوا أَصْنَامَهُمْ إِلَى…

لَا تَأْخِيرٌ أَبَدًا

لِكَونِهِ زَائِرًا لِبَلْدَةٍ صَغِيرةٍ فِي غَرْبِ إِفْرِيقيا، حَرَصَ رَاعِي كَنِيستي الأَمْرِيكِيِّ عَلى الوصولِ فِي العَاشِرَةِ صَباحًا فِي مَوْعِدِ الخِدْمَةِ الصَّبَاحِيَّةِ. لَكِنَّهُ عِنْدَمَا دَخَلَ قَاعَةَ الكَنِيسَةِ المُتَواضِعَةِ وَجَدَها خَالِيَةً. لِذَلِكَ انْتَظَرَ لِسَاعَةٍ ثُمَّ سَاعَتَين، وَأَخيرًا فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ عَشَرَ وَالنِّصْفِ ظُهرًا وَصَلَ القَسُّ المَحَلِّيُّ بَعْدَ سَيرِهِ الطَّويلِ وَتَبِعَهُ بَعْضٌ مِنْ أَعْضَاءِ الجَّوقَةِ وَمَجْموعَةٌ مِنْ سُكَّانِ البَلْدَةِ الوَدودِينَ، ثُمَّ بَدَأَتْ الخِدْمَةُ "فِي…

كُنْ مُشْبَعًا

تَمَّ اغْتِيَالُ الدُّكتورِ مَارْتِنْ لُوثر كِينج جُونيور المُرَوِّعِ فِي ذُرْوَةِ حَرَكَةِ الحُقُوقِ المَدَنِيَّةِ الأَمْرِيكِيَّةِ فِي سِتِّينِيَّاتِ القَرْنِ العِشْرينَ. وَبَعْدَ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ فَقَطْ أَخَذَتْ أَرْمَلَتُهُ كُوريتا كِينج مَكَانَهُ بِشَجَاعَةٍ فِي قِيَادَةِ مَسيرَةٍ احْتِجَاجِيَّةٍ سِلْمِيَّةٍ. كَانَ لَدى كُوريتَّا شَغَفٌ عَمِيقٌ بِالعَدَالَةِ وَكَانَتْ بَطَلَةً شَرِسَةً تُحَارِبُ لِأَجْلِ قَضَايا عَدِيدَةٍ.

قَالَ يَسوعُ "طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ" (مَتَّى 5: 6). نَحْنُ نَعْلَمُ…